قوله تعالى : { لَّقَدْ كَفَرَ الذين قَالُواْ إِنَّ الله ثالث ثلاثة وَمَا مِنْ إله إِلاَّ إله واحد . . . } [ المائدة :73 ] .
إخبارٌ مؤكِّد ، كالذي قبله ، عن هذه الطائفة النَّاطقة بالتثليث ، وهم فِرَقٌ منهم النُّسْطُورِيَّة ، وغيرهم ، ولا معنى لذكْر أقوالهم في كُتُب التَّفْسِير .
وقوله سبحانه : { ثالث ثلاثة } لا يَجوزُ فيه إلاَّ الإضافةُ ، وخفض «ثلاثة » ، لأن المعنى أحدُ ثلاثةٍ ، فإنْ قلت : زَيْدٌ ثَالِثُ اثنين ، أَوْ رَابِعُ ثَلاَثَةٍ ، جاز لك أنْ تضيفَ ، كما تقدَّم ، وجاز أن لاَّ تضيفَ ، وتَنْصِب «ثَلاَثة » ، على معنى : زَيْدٌ يربِّع ثلاثةً .
وقوله سبحانه : { وَمَا مِنْ إله إِلاَّ إله واحد . . . } الآية ، خَبَرٌ صادِعٌ بالحَقِّ ، وهو سبحانه الخالِقُ المُبْدِعُ المتَّصِفُ بالصفات العُلاَ ، سبحانه وتعالى عَمَّا يقول الظالمون علوًّا كبيراً ، ثم توعَّدهم ، إنْ لم ينتهوا عما يقولُونَ ، ثم رَفَق جلَّ وعلا بهم ، بتحضيضه إيَّاهم على التوبة ، وطَلَبِ المَغْفرة ، ثم وصَفَ نفسه سبحانه بالغُفْرَانِ والرَّحْمة ، استجلابا للتائِبِينَ ، وتَأْنيساً لهم ، ليكونوا على ثِقَةٍ من الانتفاعِ بتوبتهم .
قال ( ص ) : { لَيَمَسَّنَّ } اللامُ فيه جوابُ قَسَمٍ محذوفٍ قبل أداة الشرطِ ، انتهى .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.