معاني القرآن للفراء - الفراء  
{فَمَن يُرِدِ ٱللَّهُ أَن يَهۡدِيَهُۥ يَشۡرَحۡ صَدۡرَهُۥ لِلۡإِسۡلَٰمِۖ وَمَن يُرِدۡ أَن يُضِلَّهُۥ يَجۡعَلۡ صَدۡرَهُۥ ضَيِّقًا حَرَجٗا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي ٱلسَّمَآءِۚ كَذَٰلِكَ يَجۡعَلُ ٱللَّهُ ٱلرِّجۡسَ عَلَى ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ} (125)

وقوله : { فَمَن يُرِدِ اللَّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ . . . }

[ من ] ومن في موضع رفع بالهاء التي عادت عليهما من ذكرهما .

وقوله : ( يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرِجاً ) قرأها ابن عبّاس وعمر ( حرِجا ) .

وقرأها الناس : حَرَجا .

والحرج - فيما فسر ابن عباس - : الموضع الكثير الشجر الذي لا تصل إليه الراعية .

قال : فكذلك صَدْر الكافر لا تصل إليه الحكمة . وهو في كسره وفتحه بمنزلة الوحَد والوحِد ، والفَرَد والفرِد ، والدنَف والدنِف : تقوله العرب في معنى واحد .

وقوله : { كَأَنَّما يَصَّعَّدُ فِي السَّماء } يقول : ضاق عليه المذهب فلم يجد إلا أن يصعد في السماء وليس يقدر . وتقرأ ( كأنما يصَّاعَد ) يريد يتصاعد ، ( ويَصْعد ) مخففة .