معاني القرآن للفراء - الفراء  
{يَٰمَعۡشَرَ ٱلۡجِنِّ وَٱلۡإِنسِ أَلَمۡ يَأۡتِكُمۡ رُسُلٞ مِّنكُمۡ يَقُصُّونَ عَلَيۡكُمۡ ءَايَٰتِي وَيُنذِرُونَكُمۡ لِقَآءَ يَوۡمِكُمۡ هَٰذَاۚ قَالُواْ شَهِدۡنَا عَلَىٰٓ أَنفُسِنَاۖ وَغَرَّتۡهُمُ ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَا وَشَهِدُواْ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ أَنَّهُمۡ كَانُواْ كَٰفِرِينَ} (130)

وقوله : { يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنْكُمْ }

فيقول القائل : إنما الرسل من الإنس خاصّة ، فكيف قال للجنّ والإنس ( منكم ) ؟ قيل : هذا كقوله : { مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ } . ثم قال : { يَخْرُجُ مِنْهُما اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ } وإنما يخرج اللؤلؤ والمرجان من المِلْح دون العَذْب . فكأنك قلت : يخرج من بعضهما ، ومن أحدهما .