معاني القرآن للفراء - الفراء  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِنَّ مِنۡ أَزۡوَٰجِكُمۡ وَأَوۡلَٰدِكُمۡ عَدُوّٗا لَّكُمۡ فَٱحۡذَرُوهُمۡۚ وَإِن تَعۡفُواْ وَتَصۡفَحُواْ وَتَغۡفِرُواْ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٌ} (14)

وَقوله : { يأَيُّها الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلاَدِكُمْ عَدُوّاً لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ } .

نزلت لما أمِر الناس بالهجرة من مكة إلى المدينة ، فكان الرجل إذا أراد أن يهاجر تعلقت به امرأته وولده ، فقالوا : أين تضعنا ، ولمن تتركنا ؟ فيرحمهم ، ويقيم متخلفاً عن الهجرة ، فذلك قوله : { فَاحْذَرُوهُمْ } أي : لا تطيعوهم في التخلف .

وقوله : { وَإِن تَعْفُواْ وَتَصْفَحُواْ } .

نزلت في أولاد الذين هاجروا ، ولم يطيعوا عيالاتهم لأنهم قالوا لهم عند فراقهم للهجرة : لئن لم تتبعونا لا ننفق عليكم ، فلحقوهم بعد بالمدينة ، فلم ينفقوا عليهم ، حتى سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزل : وإن تعفوا وتصفحوا ، وتنفقوا عليهم ، فرخص لهم في الإِنفاق عليهم .