{ يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم ( 14 ) } .
ينادي الله تعالى عباده المؤمنين يعلمهم أن بعض الأزواج وبعض الأولاد قد يفعلون فعل العدو ، فرب زوج خاصمت زوجها ففجرت في خصومته ، ورب رجل آذى امرأته وأهلكها ، وقد يعق الأولاد ويخونون آباءهم ، وربما كانت عداوتهم تحريض وليهم من زوج أو أب على المعاصي والردى ، أو تعويقه وصده عن البر والهدى ، فلنحذر هؤلاء أن يزينوا لنا سوء العمل ، ولنحرص على أن نترك عقوبتهم على آثامهم إذا تابوا أو تسامحنا فيما يقبل المسامحة ، ونصفح عنهم فنعرض عن تعبيرهم ، ونغفر فنستر أوزارهم حتى لا يفضحوا بها أو يقيموا عليها- إذا فعلنا ما عرضته الآية الكريمة من عفو وصفح ومغفرة فإن ربنا يجازينا من جنس أعمالنا ، ويتفضل علينا ، إنه يغفر الذنوب جميعا ، ورحمته وسعت كل شيء .
[ وقال غير واحد : إن عداوتهم من حيث إنهم يحولون بينهم وبين الطاعات والأمور النافعة لهم في آخرتهم ، وقد يحملونهم على السعي في الاكتساب الحرام وارتكاب الآثام لمنفعة أنفسهم ، كما روي عنه صلى الله عليه وسلم : ( يأتي زمان على أمتي يكون فيه هلاك الرجل على يد زوجه وولده يعيرانه بالفقر فيركب مراكب السوء فيهلك ) ]{[7050]} .
أخرج الترمذي والحاكم وصححاه ، وابن جرير ، وغيرهم عن ابن عباس وسأله رجل عن هذه الآية- قال : هؤلاء رجال أسلموا من أهل مكة وأرادوا أن يأتوا النبي صلى الله عليه وسلم ، فأبى أزواجهم وأولادهم أن يدعوهم أن يأتوا النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما أتوا النبي صلى الله عليه وسلم رأوا الناس قد فقهوا في الدين هموا أن يعاقبوهم ، فأنزل الله تعالى الآية .
وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن الشيطان قعد لابن آدم في طريق الإيمان فقال له : أتؤمن وتذر دينك ودين آبائك ؟ فخالفه فآمن ، ثم قعد له على طريق الهجرة فقال له : أتهاجر وتترك مالك وأهلك ؟ فخالفه فهاجر ، ثم قعد على طريق الجهاد فقال له : أتجاهد فتقتل نفسك فتنكح نساؤك ويقسم مالك ؟ فخالفه فجاهد فقتل فحق على الله أن يدخله الجنة ) .
[ كما أن الرجل يكون له ولده{[7051]} وزوجه عدوا ، كذلك المرأة يكون لها زوجها وولدها عدوا بهذا المعنى بعينه ، وعموم قوله : { من أزواجكم } يدخل فيه الذكر والأنثى لدخولهما في كل آية . . . والله أعلم . . . والآية عامة في كل معصية يرتكبها الإنسان بسبب الأهل والولد . وخصوص السبب لا يمنع عموم الحكم ] }{[7052]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.