معاني القرآن للفراء - الفراء  
{لَقَدۡ خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ فِيٓ أَحۡسَنِ تَقۡوِيمٖ} (4)

وقوله عز وجل : { فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ } .

يقول : إِنا لنبلغ بالآدمي أحسن تقويمه ، وهو اعتداله واستواء شبابه ، وهو أحسن ما يكون ، ثم نرده بعد ذلك إلى أرذل العمر ، وهو وإن كان واحدا ، فإنه يراد به نفعل ذا بكثير من الناس ، وقد تقول العرب : أَنْفَق ماله على فلان ، وإنما أنفق بعضه ، وهو كثير في التنزيل ؛ من ذلك قوله في أبي بكر : { الذي يُؤْتِي مالَهُ يَتَزَكَّى } لم يُرد كل ماله ؛ إنما أراد بعضه .