قوله : { وَالْعَصْرِ } : العامَّةُ على سكونِ الصادِ ، وسلام " والعَصِرْ " والصَّبِرْ " بكسرِ الصادِ والباء . قال ابنُ عطية : ولا يجوزُ إلاَّ في الوقفِ على نَقْلِ الحركةِ . ورُوِيَ عن أبي عمروٍ " بالصَّبِر " بكسرِ الباء إشماماً ، وهذا أيضاً لا يجوزُ إلاَّ في الوقفِ " انتهى . ونَقَل هذه القراءةَ جماعةٌ كالهُذَليِّ وأبي الفضل الرازيِّ وابنِ خالويه . قال الهُذَليُّ : " والعَصِرْ والصَّبِرْ ، والفَجِرْ ، والوَتِرْ ، بكسرِ ما قبل الساكنِ في هذه كلِّها هارونُ وابنُ موسى عن أبي عمروٍ ، والباقون بالإِسكانِ كالجماعةِ " انتهى . فهذا إطْلاقٌ منه لهذه القراءةِ في حالتي الوقفِ والوصلِ . وقال ابن خالويه : " والصَّبِرْ " بنَقْل الحركةِ عن أبي عمرو " فأطْلَقَ ايضاً . وقال أبو الفضل : " عيسى البصرة بالصَّبِرْ " بنَقْلِ حركةِ الراءِ إلى الباءِ ، يُحتاجَ إلى أَنْ يأتيَ ببعضِ الحركةِ في الوقفِ ، ولا إلى أَنْ يُسَكَّنَ فيُجْمَعَ بين ساكنَيْن ، وذلك لغةٌ شائعةٌ وليسَتْ بشاذةٍ ؛ بل مُسْتفيضةٌ ، وذلك دَلالةٌ على الإِعرابِ ، وانفصالٌ من التقاءِ الساكنَيْن ، وتأديةُ حقِّ الموقوفِ عليه من السكونِ " انتهى . فهذا يُؤْذِنُ بما ذَكَرَ ابنُ عطيةَ أنه كان ينبغي . وأنشدوا على ذلك :
4636 . . . . . . واصْطِفاقاً بالرِّجِلْ ***
أنا جريرٌ كُنْيتي أبو عَمِرْ *** أَضْرِبُ بالسَّيْفِ وسَعْدٌ في القَصِرْ
والنقلُ جائزٌ في الضمة أيضاً كقوله :
4638 . . . . . . . . . . . . . إذْ جَدَّ النُّقُرْ ***
والعَصْرُ : الليلةُ واليومُ ، قال :
ولن يَلْبَثَ العَصْرانِ يَوْمٌ وليلةٌ *** إذا طلبا أن يُدْرِكا ما تَيَمَّما
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.