فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَتِلۡكَ عَادٞۖ جَحَدُواْ بِـَٔايَٰتِ رَبِّهِمۡ وَعَصَوۡاْ رُسُلَهُۥ وَٱتَّبَعُوٓاْ أَمۡرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٖ} (59)

{ وَتِلْكَ عَاد } مبتدأ وخبر ، وأنث الإشارة اعتباراً بالقبيلة . قال الكسائي : إن من العرب من لا يصرف عاد ويجعله أسماء للقبيلة { جَحَدُواْ بآيات رَبّهِمْ } أي : كفروا بها ، وكذبوها وأنكروا المعجزات { وَعَصَوْاْ رُسُلَهُ } أي : هوداً وحده ؛ لأنه لم يكن في عصره رسول سواه ، وإنما جمع هنا ؛ لأنّ من كذب رسولاً فقد كذب جميع الرسل . وقيل : إنهم عصوا هوداً ومن كان قبله من الرسل ، أو كانوا بحيث لو بعث الله إليهم رسلاً متعدّدين لكذبوهم { واتبعوا أَمْرَ كُلّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ } الجبار : المتكبر ، والعنيد : الطاغي الذي لا يقبل الحق ولا يذعن له . قال أبو عبيدة : العنيد العنود والعاند والمعاند ، وهو المعارض بالخلاف منه ، ومنه قيل للعرق الذي يتفجر بالدم ، عاند . قال الراجز :

إني كبير لا أطيق العندا *** . . .

/خ60