فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَتِلۡكَ عَادٞۖ جَحَدُواْ بِـَٔايَٰتِ رَبِّهِمۡ وَعَصَوۡاْ رُسُلَهُۥ وَٱتَّبَعُوٓاْ أَمۡرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٖ} (59)

{ وعصوا } أي رؤساؤهم وسفلتهم { رسله } أي هوا واحده لأنه لم يكن في عصره رسول سواه ، وإنما جمع هنا للتعظيم أو لأن من كذب رسولا فقد كذب جميع الرسل .

وقيل إنهم عصوا هودا ومن كان قبله من الرسل أو كانوا بحيث لو بعث الله إليهم رسلا متعددين لكذبوهم { واتبعوا أمر كل جبار عنيد } الجبار المتكبر والعنيد الطاغي الذي لا يقبل الحق ولا يذعن له ويتجاوز في الظلم .

قال أبو عبيدة : العنيد والعنود والعاند والمعاند هو المعارض بالخلاف منه ، ومنه قيل للعرق الذي يتفجر بالدم عاند ، وعن قتادة قال : عنيد مشرك ، وقال السدي : العنيد المشاق .