الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{فَلَمَّا رَجَعُوٓاْ إِلَىٰٓ أَبِيهِمۡ قَالُواْ يَـٰٓأَبَانَا مُنِعَ مِنَّا ٱلۡكَيۡلُ فَأَرۡسِلۡ مَعَنَآ أَخَانَا نَكۡتَلۡ وَإِنَّا لَهُۥ لَحَٰفِظُونَ} (63)

وقرأ الأخوان " يَكْتَلْ " بالياء من تحت ، أي : يكتل أخونا ، والباقون بالنون ، أي : نكتل نحن ، وهو مجزومٌ على جواب الأمر .

ويُحكى أنه جَرَى بحضرةِ المتوكلِ أو وزيرِه ابن الزياتِ بين المازني وابن السكيت مسألةٌ : وهي ما وزنُ " نَكْتَلْ " ؟ فقال يعقوب : نَفْتَل ، فَسَخِر به المازني وقال : إنما وزنُها نَفْتَعِل ، هكذا رأيتُ في بعض الكتب ، وهذا ليس بخطأ ؛ لأنَّ التصريفيين نَصُّوا على أنه إذا كان في الكلمة حَذْفٌ أو قَلْبٌ حُذِفَتْ في الزِّنَة وقُلِبَتْ فنقول : وزن بِعْتُ وقُمْتُ : فِعْتُ وفُعْتُ ، ووزنُ عِد ، عِل ، ووزنُ ناءَ : فَلَعَ ، وإن شِئْتَ أَتَيْتَ بالأصل ، فعلى هذا لا خطأَ في قوله : وزن نَكْتَلْ نَفْتَلْ ، لأنه اعتُبر اللفظُ لا الأصلُ . ورأيت في بعض الكتب أنه قال : نَفْعَل بالعين وهذا خطأ مَحْضٌ ، على أن الظاهر من أمرِ يعقوب أنه لم يُتْقِنْ هذا ، ولو أَتْقَنَه لقال : وزنُه على الأصل كذا ، وعلى اللفظ كذا ، ولذلك أَنْحَى عليه المازني فلم يَرُدُّ عليه بشيء .