{ فَلَمَّا رَجِعُوا إلى أَبِيهِمْ قَالُوا يا أَبَانَا مُنِعَ مِنَّا الكيل } أرادوا بهذا ما تقدّم من قول يوسف لهم : { فَإِن لَّمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلاَ كَيْلَ لَكُمْ عِندِي } أي : منع منا الكيل في المستقبل ، وفيه دلالة على أن الامتيار مرة بعد مرة معهود فيما بينهم وبينه ، ولعلهم قالوا له بهذه المقالة قبل أن يفتحوا متاعهم ويعلموا بردّ بضاعتهم كما يفيد ذلك قوله فيما بعد : { وَلَمَّا فَتَحُوا متاعهم } إلى آخره ، ثم ذكروا له ما أمرهم به يوسف ، فقالوا : { فَأَرْسِل مَعَنَا أَخَانَا } يعنون بنيامين ، و{ نَكْتَلْ } جواب الأمر ، أي : نكتل بسبب إرساله معنا ما نريده من الطعام . قرأ أهل الحرمين ، وأبو عمرو ، وابن عامر ، وعاصم : { نكتل } بالنون ، وقرأ سائر الكوفيون بالياء التحتية ، واختار أبو عبيد القراءة الأولى . قال : ليكونون كلهم داخلين فيمن يكتال ، وزعم أنه إذا كان بالياء كان للأخ وحده ، أي : يكتال أخونا بنيامين ، واعترضه النحاس مما حاصله : أن إسناد الكيل إلى الأخ لا ينافي كونه للجميع ، والمعنى : يكتال بنيامين لنا جميعاً . قال الزجاج : أي إن أرسلته اكتلنا وإلاّ منعنا الكيل { وَإِنَّا لَهُ } أي : لأخيهم بنيامين { لحافظون } من أن يصيبه سوء أو مكروه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.