قوله تعالى : { إِلاَّ كَمَآ أَمِنتُكُمْ } : منصوبٌ على نعتِ مصدرٍ محذوف أو على الحال منه ، أي : ائتماناً كائتِماني لكم على أخيه ، شبَّه ائتِمانَه لهم على هذا بائتمانِه على ذلك . و " من قبلُ " متعلق ب " أمِنْتُكم " .
قوله : { فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظاً } قرأ الأخَوان وحفص " حافظاً " وفيه وجهان ، أظهرهما : أنه تمييز ، قال أبو البقاء : " ومثل هذا يجوز إضافته " . قلت : قد قرأ بذلك الأعمش : { فاللَّه خيرُ حافظٍ } ، واللَّه تعالى متَّصِفٌ بأنَّ حِفْظَه يزيد على حِفْظِ غيرِه كقولك : هو أفضل عالم . والثاني : أنه حال ، ذكر ذلك الزمخشري وأبو البقاء وغيرُهما . قال الشيخ وقد نقله عن الزمخشري وحده : " وليس بجيد ؛ لأنَّ فيه تقييدَ { خير } بهذه الحال " . قلت : ولا محذورَ فإن هذه الحالَ لازمةٌ لأنها مؤكدةٌ لا مبيِّنَة ، وليس هذا بأولِ حالٍ وَرَدَتْ لازمةً .
وقرأ الباقون " حِفْظاً " ، ولم يُجيزوا فيها غير التمييز ؛ لأنهم لو جعلوها حالاً لكانت مِنْ صفةِ ما يَصْدُق عليه " خير " ، ولا يَصْدُق ذلك على ما يَصْدُق عليه " خير " ؛ لأن الحِفْظ معنى من المعاني ، ومَنْ يَتَأَوَّلْ " زيدٌ عَدْلٌ " على المبالغة ، أو على حذف المضاف ، أو على وقوعِ المصدرِ موقعَ الوصفِ يُجِزْ في " حِفْظاً " أيضاً الحالية بالتأويلات المذكورة ، وفيه تَعَسُّف .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.