الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{وَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمۡ قَالَ ٱئۡتُونِي بِأَخٖ لَّكُم مِّنۡ أَبِيكُمۡۚ أَلَا تَرَوۡنَ أَنِّيٓ أُوفِي ٱلۡكَيۡلَ وَأَنَا۠ خَيۡرُ ٱلۡمُنزِلِينَ} (59)

قوله تعالى : { بِجَهَازِهِمْ } : العامَّةُ على فتح الجيم ، وقُرىء بكسرِها ، وهما لغتان فيما يحتاجه الإِنسانُ مِنْ زاد ومتاعٍ ومنه " جهاز العروس " و " جهاز البيت " .

وقوله : { بِأَخٍ لَّكُمْ } ولم يَقُلْ بأخيكم بالإِضافة ؛ مبالغةً في عَدَم تَعَرُّفِه بهم ؛ ولذلك فَرَّقوا بين " مررت بغلامك " و " بغلامٍ لك " فإنَّ الأولَ يَقْتضي عِرْفانك بالغلام ، وأن بينك وبين مخاطِبك نوعَ عَهْدٍ ، والثاني لا يَقْتَضي ذلك ، وقد تُخْبر عن المعرفة إخبارَ النكرة فتقول : " قال رجل كذا " وأنت تعرفه لصِدْق إطلاقِ النكرةِ على المعرفة .