الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ وَأَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءٗ فَأَخۡرَجَ بِهِۦ مِنَ ٱلثَّمَرَٰتِ رِزۡقٗا لَّكُمۡۖ وَسَخَّرَ لَكُمُ ٱلۡفُلۡكَ لِتَجۡرِيَ فِي ٱلۡبَحۡرِ بِأَمۡرِهِۦۖ وَسَخَّرَ لَكُمُ ٱلۡأَنۡهَٰرَ} (32)

قوله تعالى : { مِنَ السَّمَآءِ } يجوز أن يتعلَّق بأًنْزَل ، و " مِنْ " لابتداءِ الغاية ، وأن يتعلَّقَ بمحذوفٍ على أنه حالٌ مِنْ " ما " لأنه صفةٌ ، في الأصل ، وكذلك " مِن الثمرات " في الوجهين .

وجَوَّز الزمخشريُّ وابنُ عطيةَ أن تكونَ " مِنْ " لبيان الجنسِ ، أي : رِزْقاً هو الثمرات . ويُرَدُّ عليهما : بأنَّ التي للبيان إنما تجيء بعد المبهم . وقد يُجاب عنهما : بأنهما أرادا ذلك من حيث المعنى لا الإِعراب . وقد تقدَّم الكلامُ في ذلك في البقرة .

و " بأَمْرِهِ " يجوز ان يكونَ متعلِّقاً ب " تَجْرِي " ، أي : بسببِه ، أو بمحذوفٍ على أنها للحالِ ، أي : ملتبسةً به .