السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{فَيَذَرُهَا قَاعٗا صَفۡصَفٗا} (106)

وفي ضمير { فيذرها } قولان أحدهما : أنه ضمير الأرض أضمرت للدلالة عليها كقوله تعالى : { ما ترك على ظهرها من دابة } [ فاطر ، 45 ] ، والثاني : ضمير الجبال ، وذلك على حذف مضاف أي : فيذر مراكزها ومقارها ، ويذر يجوز أن يكون بمعنى يخليها ، فيكون { قاعاً } حالاً وأن يكون بمعنى يترك التصييريه ، فيتعدى لاثنين فقاعاً ثانيهما ، والقاع هو المكان المستوي ، وقيل : الأرض التي لا بناء فيها ، ولا نبات ، وفي قوله تعالى : { صفصفاً } قولان أحدهما : الأرض الملساء ، والثاني : المستوية ، والقاع والصفصف قريبان من الترادف ، وجمع القاع أقوع وأقواع وقيعان .