فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{فَيَذَرُهَا قَاعٗا صَفۡصَفٗا} (106)

{ فيذرها } أي يترك الجبال باعتبار مواضعها أي فيذر مواضعها وأجزاءها السافلة الباقية بعد النسف وهي مقارّها ومراكزها ، أي فيذر ما انبسط منها ، وساوى مسطحه مسطح أجزاء الأرض بعد نسف ما كان عليها من الجبال الشواهق ، أو الضمير للأرض المدلول عليها بقرينة الحال أنها الباقية بعد نسف الجبال { قاعا صفصفا } قال ابن الأعرابي : هو الأرض الملساء بلا نبات ولا بناء وقال الفراء : القاع مستنقع الماء ، والصفصف القرعاء الملساء التي لا نبات فيها ، كأن أجزاءها صف واحد من كل جهة ف { صفصفا } قريب في المعنى من { قاعا } فهو كالتأكيد له .

قال الجوهري : القاع المستوي الصلب من الأرض والجمع أقوع وأقواع وقيعان ، والظاهر-من لغة العرب- أن القاع الموضع المنكشف ، والصفصف المستوى الأملس .