اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{فَيَذَرُهَا قَاعٗا صَفۡصَفٗا} (106)

قوله : { فَيَذَرُها } في هذا الضمير وجهان{[26812]} :

أحدهما : أنه ضمير الأرض ، أضمرت للدلالة عليها كقوله : { مَا تَرَكَ على ظَهْرِهَا مِن دَآبَّةٍ }{[26813]} {[26814]} .

والثاني : ضمير الجبال ، وذلك على حذف مضاف أي فيذر مراكزها ومقارها{[26815]} و " يَذَرُ " يجوز أن يكون بمعنى يُخْلِها ، فيكون " قَاعَاً " {[26816]} حالاً{[26817]} ، وأن{[26818]} يكون بمعنى يترك التصييرية{[26819]} فيتعدى لاثنين ف " قَاعاً " ثانيهما{[26820]} .

وفي القاع أقوال : فقيل : هو مقتنع{[26821]} الماء ولا يليق{[26822]} معناه هنا .

وقيل : إنه{[26823]} المنكشف من الأرض قاله مكي{[26824]} .

وقيل : إنه{[26825]} المكان المستوي ، ومنه قوله ضرار بن الخطاب{[26826]} :

لَتَكُونَنَّ بَالبِطَاحِ قُرَيْشٌ *** بُقْعَة{[26827]} القَاعِ فِي أَكُفِّ الإمَاءِ{[26828]}

وقيل : إنه{[26829]} الأرض التي لا نبات فيها ولا بناء{[26830]} .

والصَّفْصَفُ : الأرض الملساء ، وقيل : المستوية ، فهما قريبان من المترادف{[26831]} وجمع القاع أقْوُعٌ وأقْوَاعٌ وقِيعَانٌ{[26832]} .


[26812]:في ب: قولان.
[26813]:[فاطر: 45].
[26814]:انظر التبيان 2/904.
[26815]:انظر البحر المحيط 6/279.
[26816]:"قاعا": سقط من ب.
[26817]:انظر مشكل إعراب القرآن 2/77، التبيان 2/904.
[26818]:في ب: أو.
[26819]:في ب: التفسيرية.
[26820]:في ب: بينهما. وهو تحريف.
[26821]:في ب: منقع.
[26822]:في ب: فما أليق. وهو تحريف.
[26823]:في ب: هو.
[26824]:البحر المحيط 6/271.
[26825]:في ب: هو.
[26826]:هو ضرار بن الخطاب بن كثير الفهري، كان فارسا شاعرا، ويعد من أشعر شعراء قريش. انظر الإصابة في تمييز الصحابة 5/190-191..
[26827]:في النسختين: تعقعة.
[26828]:البيت من بحر الخفيف قاله ضرار بن الخطاب، وهو في تفسير ابن عطية 10/93 البحر المحيط 6/270.
[26829]:في ب: هي.
[26830]:قاله ابن الأعرابي. البحر المحيط 6/270.
[26831]:اللسان (صفف).
[26832]:في ب: الترادف.