قوله : { فَلأُقَطِّعَنَّ } : قد تقدَّم نحوُ ذلك . و " مِنْ خِلافٍ " حالٌ أي : مختلفة . و " مِنْ " لابتداءِ الغاية ، وقد تقدَّم أيضاً تحريرُ هذا وما قُرِىء به هناك .
قوله : { فِي جُذُوعِ النَّخْلِ } يُحتمل أن يكونَ حقيقةً ، وفي التفسير : أنه نَقَرَ جذوعَ النخلِ حتى جَوَّفَها ، ووضعهم فيها ، فماتوا جوعاً وَعَطَشاً ، وأن يكونَ مجازاً ، وله وجهان ، أحدهما : أنه وضعَ حرفاً مكانَ آخر . والأصلُ : على جذُوع النخل كقول الآخر :
بَطَلٌ كأنَّ ثيابَه في سَرْحَةٍ *** يُحْذَى نِعالَ السَّبْتِ ليس بتوءَمِ
والثاني : أنه شَبَّه تمكُّنَهم بتمكُّنِ مَنْ حواه الجِذْعُ واشتمل عليه . ومِنْ تَعَدِّي " صَلَب " ب " في " قولُه :
وقد صَلَبُوا العَبْدِيَّ في جِذْعِ نَخْلَةٍ *** فلا عَطَسَتْ شَيْبانُ إلاَّ بأَجْدَعا
قوله : { أَيُّنَآ أَشَدُّ } مبتدأٌ وخبرٌ . وهذه الجملةٌ سادَّةٌ مَسَدَّ المفعولَيْنِ إنْ كانت " عَلِمَ " على بابها ، ومَسَدَّ واحدٍ إنْ كانَتْ عِرْفانيةً . ويجوز على جَعْلِها عِرفانيةً أن تكونَ " أيُّنا " موصولةً بمعنى الذي ، وبُنِيَتْ لأنه قد أُضِيفَتْ ، وحُذِفَ صدرُ صلتِها ، و " أشَدُّ " خبرُ مبتدأ محذوفٍ . والجملةُ من ذلك المبتدأ وهذا الخبرِ صلةٌ ل " أيّ " و " أيّ " وما في حَيِّزها في محلِّ نصبٍ مفعولاً بها ، كقوله تعالى : { ثُمَّ لَنَنزِعَنَّ مِن كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ } [ مريم : 69 ] في أحدِ أوجهِه كما تقدم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.