فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{قَالُواْ يَٰمُوسَىٰٓ إِمَّآ أَن تُلۡقِيَ وَإِمَّآ أَن نَّكُونَ أَوَّلَ مَنۡ أَلۡقَىٰ} (65)

{ قالوا يا موسى } اختر أحد الأمرين ، كذا قدره الزمخشري ، وهذا تفسير معنى { إما أن تلقي } ما تلقيه أو التقدير الأمر إما إلقاؤك أول أو إلقاؤنا ، كذا قدره الزمخشري ، أو إلقاؤك أول ، ويدل عليه قوله :

{ وإما أن نكون } نحن { أول من ألقى } ما يلقيه ، واختاره المحلي ، أو أول من يفعل الإلقاء والمراد إلقاء العصا على الأرض ، وكانت السحرة معهم عصيّ ، وكان موسى قد ألقى عصاه يوم دخل على فرعون ، فلما أراد السحرة معارضته قالوا له هذا القول ، وهذا منهم استعمال أدب حسن معه ، وكأنه تعالى ألهمهم ذلك وقد وصلت إليهم بركته .