فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{قَالُواْ يَٰمُوسَىٰٓ إِمَّآ أَن تُلۡقِيَ وَإِمَّآ أَن نَّكُونَ أَوَّلَ مَنۡ أَلۡقَىٰ} (65)

وجملة : { قَالُوا موسى إَمَا أَن تُلْقِيَ } مستأنفة جواباً لسؤال مقدّر ، كأنه قيل : فماذا فعلوا بعدما قالوا فيما بينهم ما قالوا ؟ فقيل : قالوا يا موسى ، إما أن تلقي ، وإن مع ما في حيزها في محل نصب بفعل مضمر ، أي اختر إلقاءك أولاً أو إلقاءنا ، ويجوز أن تكون في محل رفع على أنها وما بعدها خبر مبتدأ محذوف ، أي الأمر إلقاؤك ، أو إلقاؤنا ، ومفعول تلقي محذوف ، والتقدير : إما أن تلقي ما تلقيه أوّلاً { وَإِمَّا أَن نَكُونَ } نحن { أَوَّلَ مَنْ ألقى } ما يلقيه ، أو أوّل من يفعل الإلقاء . والمراد : إلقاء العصيّ على الأرض ، وكانت السحرة معهم عصيّ ، وكان موسى قد ألقى عصاه يوم دخل على فرعون ، فلما أراد السحرة معارضته قالوا له هذا القول .

/خ70