قوله : { أَأَنْتَ فَعَلْتَ } : في " أنت " وجهان ، أحدهما : أنه فاعلٌ بفعلٍ مقدرٍ يُفَسِّرُه الظاهرُ بعدَه . والتقدير : أفعلتَ هذا بآلهتِنا ، فلمَّا حُذِفَ الفعلُ انفصَلَ الضميرُ . والثاني : أنه مبتدأٌ ، والخبرُ بعده الجملةُ . والفرقُ بين الوجهين من حيثُ اللفظُ واضحٌ : فإنَّ الجملةَ مِنْ قولِه " فَعَلْتَ " الملفوظِ بها على الأولِ لا محلَّ لها لأنها مُفَسّرةٌ ، ومحلُّها الرفعُ على الثاني ، ومن حيث المعنى : إن الاستفهامَ إذا دَخَلَ على الفعلِ أَشْعَرَ بأن الشَّكَّ إنما تعلَّق به : هل وقع أم لا ؟ من غيرِ شكٍ في فاعلِه . وإذا دخل على الاسم وقع الشكُّ فيه : هل هو الفاعلُ أم غيرُه ، والفعل غيرُ مشكوكٍ في وقوعه ، بل هو واقعٌ فقط . فإذا قلت : " أقام زيدٌ " ؟ كان شكُّك في قيامِه . وإذا قلتَ : " أزيدٌ قام " وجعلتَه مبتدأً كان شُكَّكَ في صدورِ الفعل منه أم من عمرٍو . والوجه الأولُ هو المختارُ عند النحاةِ لأنَّ الفعلَ تقدَّم ما يطلبُه وهو أداةُ الاستفهام .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.