ثم قال : { قالوا أنت فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم }[ 62 ] . في الكلام حذف والتقدير : فأتوا به ، فلما أتوا قالوا : أأنت فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم{[46051]} قال لهم : { بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم كانوا ينطقون } إنه غضب من أن تعبد معه هذه الصغار ، وهو أكبر منها فكسرها{[46052]} .
وقيل : {[46053]} التقدير : بل فعله كبيرهم هذا ، إن كانوا ينطقون فاسألوهم . أي : إن كانت الآلهة المكسرة{[46054]} تنطق ، فإن كبيرهم هو الذي كسرهم غضبا أن تعبد معه وهو كبيرهم .
وقد أتت الأخبار عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إن إبراهيم عليه السلام لم يكذب إلا ثلاث كذبات كلها في الله . قوله تعالى : { بل فعله كبيرهم هذا } . وقوله : { إني سقيم } وقوله في سارة : ( إنها أختي ){[46055]} وهذا عند أهل العلم غير مكروه ، لأنه يجوز أن يكون الله تعالى أذن له في ذلك كما أذن/ ليوسف أن يقول مؤذنه لأخوته ( أنكم لسارقون ) ولم يكونوا سرقوا شيئا .
وقد خرجَّ العلماء لإبراهيم عليه السلام في هذه الأشياء الثلاثة وجوها تخرج إلى غير الكذب . فسارة أخته في الدين ، وقوله : ( إني سقيم ) معناه : مغتم بضلالكم{[46056]} حتى أنا كالسقيم .
وقيل : معناه : إني سقيم عندكم . وقيل{[46057]} : يجوز أن يكون ناله من ذلك الوقت مرض .
وقيل{[46058]} : معناه : إني{[46059]} سأسقم ، لأن كل من كان مصيره إلى الموت ، فلابد من أن يسقم{[46060]} .
وقيل : لا يكون الكاذب إلا الآثم ، وما ليس فيه إثم ، فليس بكذب . دل على ذلك قول الملكين { بغى بعضنا على بعض }{[46061]} ولم يكونا خصمين ولا كان بغي ولكن عرضا بذلك لداود للقصة التي جرت له في المرأة التي تزوجها .
وقال المبرد : معناه إذا{[46062]} كنا خصمين فبغى أحدنا على صاحبه في الحكم ؟ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.