الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{أَفِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَمِ ٱرۡتَابُوٓاْ أَمۡ يَخَافُونَ أَن يَحِيفَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِمۡ وَرَسُولُهُۥۚ بَلۡ أُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلظَّـٰلِمُونَ} (50)

قوله : { أَمِ ارْتَابُواْ أَمْ يَخَافُونَ } : " أَمْ " فيهما منقطعٌ ، تتقدَّرُ عند الجمهورِ بحرفِ الإِضراب وهمزةِ الاستفهامِ . تقديرُه : بل ارْتابوا ، بل أيخافون . ومعنى الاستفهام هنام التقريرُ والتوقيفُ ، ويُبالَغُ به تارةً في الذمِّ كقوله :

ألَسْتَ من القومِ الذينَ تعاهَدُوْا *** على اللُّؤْمِ والفَحْشاءِ في سالفِ الدهر

وتارةً في المدح كقولِ جرير :

أَلَسْتُمْ خيرَ مَنْ ركبَ المَطايا *** وأَنْدى العالمينَ بُطونَ راحِ

و[ قوله ] : { أَن يَحِيفَ } مفعول الخوف . والحَيْفُ : المَيْلُ والجَوْرُ في القضاءِ .

يقال : حاف في قضائِه أي : مال .