الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{وَهُوَ ٱلَّذِي جَعَلَ ٱلَّيۡلَ وَٱلنَّهَارَ خِلۡفَةٗ لِّمَنۡ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوۡ أَرَادَ شُكُورٗا} (62)

قوله : { خِلْفَةً } : فيه وجهان ، أحدهما : أنه مفعولٌ ثانٍ . والثاني : أنه حالٌ بحَسَبِ القَوْلَيْن في " جَعَل " . وخِلْفَة يجوزُ أن يكونَ مصدراً مِنْ خَلَفَه يَخْلُفه ، إذا جاء مكانَه ، وأَنْ يكونَ اسمَ هيئةٍ كالرِّكْبَةِ ، وأَنْ يكونَ من الاختلافِ كقولِه :

ولها بالماطِرُوْنَ إذا *** أكلِ النملُ الذي جَمَعا

خِلْفةً حتى إذا ارتَبَعَتْ *** سَكَنَتْ مِنْ جِلَّقٍ بِيعاً

في بيوتٍ وَسْطَ دَسْكَرةٍ *** حَوْلَها الزيتونُ قد يَنَعا

ومثلُه قول زهير :

بها العِيْنُ والآرام يَمْشِيْنَ خِلْفَةً *** . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

وأَفْرَدَ " خِلْفَةً " قال أبو البقاء : " لأنَّ المعنى : يَخْلُفُ/ أحدُهما الآخرَ ، فلا يتحقَّق هذا إلاَّ منهما " انتهى .

والشُّكور : بالضم مصدرٌ بمعنى الشُكر ، وبالفتحِ صفةُ مبالغةٍ .