قوله{[50307]} تعالى ذكره{[50308]} : { وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة }[ 62 ] ، إلى قوله { وكان بين ذلك قواما{[50309]} }[ 67 ] .
أي : جعل{[50310]} كل{[50311]} واحد من الليل والنهار خلفا من الآخر ما فات في أحدهما من عمل الله{[50312]} أدرك{[50313]} قضاؤه{[50314]} في الآخر{[50315]} . قاله عمر رضي الله عنه ، وابن عباس والحسن{[50316]} قال مجاهد : معناه أنه جعل كل واحد منهما مخالفا لصاحبه جعل هذا أسود وهذا أبيض{[50317]} .
وعن مجاهد{[50318]} أيضا : أن المعنى : أنه جعل كل واحد منهما يخلف صاحبه ، إذا ذهب هذا جاء هذا ، وكذلك قال ابن زيد{[50319]} ، وخلفة : مصدر ولذلك{[50320]} وحد .
قال ابن زيد{[50321]} : لو كان الدهر كله ليلا لم يدر{[50322]} أحد كيف يصوم ، ولو كان نهارا لم يدر أحد{[50323]} كيف يصلي .
وقيل{[50324]} : المعنى : جعل الليل يخلف النهار ، والنهار يخلف الليل ، لمن أراد أن يتذكر نعم الله عليه في ذلك . ويشكره{[50325]} على ما{[50326]} فعل بمعاقبة{[50327]} الليل و{[50328]} النهار ، إذ لو{[50329]} كان الدهر كله ليلا{[50330]} لبطلت المعائش والتصرف فيها ، ولم يتم زرع ولا ثمر . ولو كان الدهر كله نهارا لبطلت الأجساد{[50331]} عند عدم الراحة ، ولبطلت الزراع والثمار : لدوام{[50332]} الشمس عليها ، فجعل كل واحد يخلف الآخر لمن أراد أن يتذكر نعمة{[50333]} الله في ذلك على خلقه ، وحسن تدبيره لهم في{[50334]} منامهم{[50335]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.