قوله : { وَلَمْ يَقْتُرُواْ } : قرأ الكوفيون بفتح الياء وضم التاء وابن كثير وأبو عمرٍو بالفتحِ والكسرِ . ونافع وابن عامر بالضم والكسر مِنْ أَقْتَرَ . وعليه
{ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ } [ البقرة : 236 ] . وأنكر أبو حاتم/ " أقتر " وقال : " لا يُناسِب هنا فإنَّ أَقْتَرَ بمعنى افتقر ، ومنه { وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ } . ورُدَّ عليه : بأن الأصمعيَّ وغيرَه حَكَوْا أَقْتَرَ بمعنى ضَيَّق .
وقرأ العلاء بن سيابة واليزيدي بضم الياء وفتح القاف وكسرِ التاء المشددةِ في قَتَّر بمعنى ضَيَّق .
قوله : { وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً } في اسم كان وجهان ، أشهرهما : أنه ضميرٌ يعودُ على الإِنفاقِ المفهومِ مِنْ قوله : " أَنْفَقُوا " أي : وكان إنفاقُهم مُسْتوياً قَصْداً لا إسرافاً ولا تَقْتيراً . وفي خبرِها وجهان . أحدُهما : هو قَواماً و " بينَ ذلك " : إمَّا معمولٌ له ، وإمَّا ل " كان " عند مَنْ يَرَى إعمالَها في الظرف ، وإمَّا لمحذوفٍ على أنه حالٌ مِنْ " قَواما " . ويجوزُ أَنْ يكونَ " بين ذلك قواماً " خبرَيْن ل " كان " عند مَنْ يَرَى ذلك ، وهم الجمهور خلافاً لابن دُرُسْتَوَيْه . الثاني : أن الخبرَ " بين ذلك " و " قَواماً " حالٌ مؤكدةٌ .
والثاني : من الوجهين الأَوَّلين : أَنْ يكونَ اسمُها " بين ذلك " وبُني لإضافتِه إلى غيرِ متمكِّنٍ ، و " قواماً " خبرُها . قاله الفراء . قال الزمخشري : " وهو من جهةِ الإِعرابِ لا بأسَ به ، ولكنه من جهةِ المعنى ليس بقويٍ ، لأنَّ ما بينَ الإِسْرافِ والتَّقْتيرِ قَوامٌ لا مَحالةَ ، فليس في الخبر الذي هو معتمدُ الفائدةِ فائدةٌ " . قلت : هو يُشْبِهُ قولَك " كان سيدُ الجارية مالكَها " .
وقرأ حسان بن عبد الرحمن " قِواما " بالكسرِ فقيل : هما بمعنىً . وقيل : بالكسرِ اسمُ ما يُقام به الشيءُ . وقيل : بمعنى سَداداً ومِلاكاً .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.