الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَءِذَا كُنَّا تُرَٰبٗا وَءَابَآؤُنَآ أَئِنَّا لَمُخۡرَجُونَ} (67)

قوله : { أَإِذَا } : قد تقدَّم الكلامُ في الاستفهامين إذا اجتمعا في سورةِ الرعدِ وتحقيقُه . والعاملُ في " إذا " محذوفٌ يَدُلُّ عليه " لَمُخْرَجُون " تقديره : نُبْعَثُ ونَخْرُجُ . ولا يجوزُ أَنْ يعملَ فيها " مُخْرَجُون " لثلاثةِ موانَع : الاستفهامِ ، و " إنَّ " ، ولامِ الابتداءِ . وفي لامِ الابتداء في خبر " إنَّ " خلافٌ . وتكايَسَ الزمخشري هنا فعَبَّر بعبارةٍ حُلْوة فقال : لأنَّ بينَ يَدَيْ عَمَلِ اسمِ الفاعل فيه عِقاباً ، وهي : همزةُ الاستفهام وإنَّ ولامُ الابتداء ، وواحدةٌ منها كافيةٌ فكيف إذا اجتمَعْنَ ؟ " .