قوله : { رَدِفَ لَكُم } : فيه أوجهٌ ، أظهرُها : أنَّ " رَدِفَ " ضُمِّن معنى فِعْلٍ يتعدَّى باللامِ . أي : دنا وقَرُب وأَزِفَ . وبهذا فسَّره ابنُ عباس و " بعضُ الذي " فاعِلٌ به وقد عُدِّي ب " مِنْ " أيضاً على تَضْمينِه معنى دَنا ، قال :
فلمَّا رَدِفْنا مِنْ عُمَيْرٍ وصَحْبِه *** توَلَّوْا سِراعاً والمنيَّةُ تُعْنِقُ
أي : دَنَوْنَا مِنْ عُمَيْر . والثاني : أنَّ مفعولَه محذوف ، واللامُ للعلةِ أي : رَدِفَ الخَلْقُ لأَجْلكم ولِشُؤْمِكم . والثالث : أنَّ اللامَ مزيدةٌ في المفعولِ تأكيداً لزيادتِها في قولِه :
3581 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . *** أَنَخْنا لِلكَلاكِلِ فارْتَمَيْنا
وكزيادةِ الباء في قولِه تعالى : { وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ } [ البقرة : 195 ] وعلى هذه الأوجهِ الوقفُ على " تَسْتَعجلون " . والرابع : أنَّ فاعل " رَدِفَ " ضميرُ الوعدِ أي : رَدِفَ الوعدُ أي : قَرُبَ ودَنا مُقْتضاه . و " لكم " خبرٌ مقدمٌ و " بعضُ " مبتدأ مؤخرٌ . والوقفُ على هذا على " رَدِفَ " وهذا فيه تفكيكُ للكلامِ . والخامس : أنَّ الفعلَ محمولٌ على مصدرِه أي : الرَّدافةُ لكم ، و " بعضُ " على تقديرِ : رَدافةِ بعضٍ ، يعني حتى يتطابقَ الخبرُ والمخبرُ عنه . وهذا أضعفُ مِمَّا قبله .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.