الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{وَقَالَ مُوسَىٰ رَبِّيٓ أَعۡلَمُ بِمَن جَآءَ بِٱلۡهُدَىٰ مِنۡ عِندِهِۦ وَمَن تَكُونُ لَهُۥ عَٰقِبَةُ ٱلدَّارِۚ إِنَّهُۥ لَا يُفۡلِحُ ٱلظَّـٰلِمُونَ} (37)

قوله : { وَقَالَ مُوْسَى } : هذه قراءةُ العامَّة بإثباتِ واوِ العطفِ . وابنُ كثيرٍ حَذَفَها ، وكلٌ وافقَ مصحفَه ؛ فإنها ثابتةٌ في المصاحفِ غيرَ مصحفِ مكةَ . وإثباتُها وحَذْفُها واضحان ، وهو الذي يسميِّه أهلُ البيان الوصلَ والفصلَ .

قوله : { وَمَن تَكُونُ } قرأ العامَّةُ " تكون " بالتأنيث و " له " خبرُها " وعاقبةُ " اسمُها . ويجوزُ أَنْ يكونَ اسمُها ضميرَ القصةِ ، والتأنيثُ لأجلِ ذلك ، و { لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ } جملةٌ في موضع الخبرِ . وقرىء بالياء مِنْ تحتُ ، على أَنْ تكونَ " عاقبةٌ " اسمَها والتذكيرُ للفصلِ ؛ لأنه تأنيثٌ مجازيٌّ . ويجوزُ أن يكون اسمُها ضميرَ الشأنِ . والجملةُ خبرٌ كما تقدم . ويجوزُ أَنْ تكونَ تامةً ، وفيها ضميرٌ يرجِعُ إلى " مَنْ " ، والجملةُ في موضعِ الحالِ . ويجوز أن تكونَ ناقصةً ، واسمُها ضميرُ " مَنْ " / ، والجملةُ خبرُها .