الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{مَثَلُ ٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَوۡلِيَآءَ كَمَثَلِ ٱلۡعَنكَبُوتِ ٱتَّخَذَتۡ بَيۡتٗاۖ وَإِنَّ أَوۡهَنَ ٱلۡبُيُوتِ لَبَيۡتُ ٱلۡعَنكَبُوتِۚ لَوۡ كَانُواْ يَعۡلَمُونَ} (41)

قوله : { الْعَنكَبُوتِ } : معروفٌ . ونونُه أصليةٌ ، والواوُ والتاءُ مزيدتان ، بدليل قولِهم في الجمعِ : عناكِب ، وفي التصغير عُنَيْكِب . ويُذَكَّر ويُؤنث فمن التأنيثِ : قولُه : " اتَّخَذَتْ " . ومن التذكير قوله :

3640 على هَطَّالِهم منهمْ بيوتٌ *** كأنَّ العنكبوتَ هو ابْتَناها

وهذا مُطَّرِدٌ في أسماءِ الأجناس ، تُذَكَّر وتؤنَّث .

قوله : { لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ } جوابُه محذوفٌ أي : لَمَا اتَّخذوا مَنْ يُضْرَبُ له بهذه الأمثالِ لحقارتِه . ومتعلَّق " يَعْلمون " لا يجوز أَنْ يكونَ مِنْ جنسِ قولِه : { وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ } ؛ لأنَّ كلَّ أحدٍ يعلمُ ذلك ، وإنما متعلَّقُه مقدرٌ مِنْ جنسِ ما يدلُّ عليه السياقُ . أي : لو كانوا يعلمونَ أنَّ هذا مثلُهم .