بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{مَثَلُ ٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَوۡلِيَآءَ كَمَثَلِ ٱلۡعَنكَبُوتِ ٱتَّخَذَتۡ بَيۡتٗاۖ وَإِنَّ أَوۡهَنَ ٱلۡبُيُوتِ لَبَيۡتُ ٱلۡعَنكَبُوتِۚ لَوۡ كَانُواْ يَعۡلَمُونَ} (41)

قوله عز وجل : { مَثَلُ الذين اتخذوا مِن دُونِ الله أَوْلِيَاء } يعني : مثل عبادتهم الأصنام في الضعف ، وقلة نفعهم إياهم . { كَمَثَلِ العنكبوت اتخذت بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ البيوت } يعني : أضعف البيوت { لَبَيْتُ العنكبوت } لأنه لا يغني من حر ولا من برد ولا من مطر وكذلك آلهتهم لا يدفعون عنهم ضرّاً ، ولا يقدرون لهم نفعاً .

ثم قال : { لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ } يعني : لو كانوا يعلمون أن اتخاذهم الأصنام كذلك ، لأنهم قد علموا أن بيت العنكبوت أوهن البيوت ، ولكن قوله { لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ } انصرف إلى قوله : { اتخذوا } ، يعني : لا يعلمون أن هذا مثله .