محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{مَثَلُ ٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَوۡلِيَآءَ كَمَثَلِ ٱلۡعَنكَبُوتِ ٱتَّخَذَتۡ بَيۡتٗاۖ وَإِنَّ أَوۡهَنَ ٱلۡبُيُوتِ لَبَيۡتُ ٱلۡعَنكَبُوتِۚ لَوۡ كَانُواْ يَعۡلَمُونَ} (41)

{ مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاء كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا } أي تعتمد على قوته وتظنه محيطا بها ، دافعا عنها الحر والبرد { وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ } أي أضعفها { لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ } أي لأنه لا يحتمل مس أدنى الحيوانات وأضعف الرياح . ولا يدفع شيئا من الحر والبرد . وهذا مثلهم { لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ } أي شيئا ما ، أو إن أولياءهم أوهى من ذلك ثم الغرض من التشبيه هو تقرير وهن دينهم ، وإنه بلغ الغاية فيه ، وهو إما تشبيه مركب من الهيئة المنتزعة ، فمدار قطب التمثيل على أن أولياءهم بمنزلة نسج العنكبوت في ضعف الحال وعدم الصلاحية للاعتماد . وعلى هذا فقوله : { وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ } تذييل يعرف الغرض من التشبيه . وقوله : { لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ } إيغال في تجهيلهم . لأنهم لا يعلمونه مع وضوحه لدى من له أدنى مسكة . وإما أن يكون من تشبيه المفرد ، لأن المقصود بيان حال العابد والمعبود . وفي الآية لطائف بيانية ذكرت في المطولات .