قوله ( تعالى ){[41493]} : { مَثَلُ الذين اتخذوا مِن دُونِ الله ( أَوْلِيَاءَ ){[41494]} } يعني الأصنام يرجون نصرها ونفعها { كَمَثَلِ العنكبوت اتخذت } لنفسها «بَيْتاً » تأوي إليه ، وإن بيتها في غاية الضعف والوهي{[41495]} لا يدفع عنها حراً ولا برداً كذلك الأوثان لا تملك لعابدها نفعاً ولا ضرّاً {[41496]}{ وَإِنَّ أَوْهَنَ البيوت لَبَيْتُ العنكبوت ( لَوْ كَانُواْ{[41497]} يَعْلَمُونَ } . واعلم أنه تعالى مثل اتخاذهم الأوثان أولياء باتخاذِ العنكبوت ) نسجه بيتاً ولم يمثل «نسجه » لأن «نسجه » له{[41498]} فائدة لولاه لما{[41499]} حصل ، وهو اصطيادها الذباب من غير أن يفوته ما ( هو ){[41500]} أعظم منه واتخاذهم الأوثان يفيدهم ما هو أقل من الذباب من متاع الدنيا ولكن يفوتهم ما هو أعظم منها وهو الدار الآخرة ( التي ){[41501]} هي خير وأبقى ، فليس اتخاذهم كنسج العنكبوت . وقوله : { وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون } إشارة إلى ما بينا أن كل بيت ففيه إما فائدة الاستظلال أو غير ذلك ، وبيته يضعف عن إفادة ذلك لأنه يَخْرُبُ بأدنى شيء ، ولا يبقى منه عينٌ ولا أثر ، فكذلك عملهم ، { لو كانوا يعلمون } . ( وَ ){[41502]} العنكبوت معروف ، ونونه أصلية . والواو والتاء مزيدتان بدليل جمعه على «عناكب » وتصغيره عنيكب ويذكر ويؤنث ، فمن التأنيث قوله : «اتخذت بيتاً » ومن التذكير قوله :
4030 - عَلَى هَطَّالِهِمْ مِنْهُمْ بُيُوتٌ *** كَأَنَّ العَنْكبُوت هو ابْتَنَاهَا{[41503]}
وهذا مطرد في أسماء الأجناس يذكر ويؤنث .
قوله : { لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ } جوابه محذوف أي لما اتخذوا من يضرب له{[41504]} بهذه الأمثال لِحَقَارَتِهِ ومتعلق يعلمون لا يجوز أن يكون من جنس قوله : { وإنّ أوهنَ البيوت } لأن كل أحد يعلم ذلك ، وإنما متعلَّقُهُ مقدر من جنس ما يدل عليه السياق أي لو كانوا يعلمون أن هذا مثلهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.