الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَيَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَيَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَيُسَٰرِعُونَ فِي ٱلۡخَيۡرَٰتِۖ وَأُوْلَـٰٓئِكَ مِنَ ٱلصَّـٰلِحِينَ} (114)

قوله تعالى : { يُؤْمِنُونَ } . . إلى آخره : إمَّا استئنافٌ وإمَّا احوال ، وجيء بالجملة الأولى اسميةً دلالةَ على الاستقرار ، وصُدِّرت بضمير ، وبُنِي عليه جملةٌ فعليةٌ ليتكرَّرَ الضميرُ فيزدادَ الكلامُ بتكرارِه توكيداً ، وجيء بالخبرِ مضارعاً دلالةَ على تجدُّدِ السجود في كلِّ وقتٍ ، وكذلك جيء بالجمل التي بعدها أفعالاً مضارعة ، ويُحتمل أن يكون " يؤمنون " خبراً ثانياً لقوله : " هم " ، ولذلك تُرِك العاطفُ ولو ذُكِر لكان جائزاً . وقوله : { مِنَ الصَّالِحِينَ } يجوز في " مِنْ " أن تكونَ للتبعيض وهو الظاهر . وَجَعَلها ابنُ عطية لبيانِ الجنسِ ، وفيه نظرٌ ، إذ لم يتقدَّمْ مبهمٌ فتبيِّنْه هذه .