فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَيَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَيَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَيُسَٰرِعُونَ فِي ٱلۡخَيۡرَٰتِۖ وَأُوْلَـٰٓئِكَ مِنَ ٱلصَّـٰلِحِينَ} (114)

( يؤمنون بالله ) وكتبه ورسله ، ورأس ذلك الإيمان بما جاء به محمد صلى الله عليه وآله وسلم ( واليوم الآخر ) والإيمان به يستلزم الحذر من فعل المعاصي ، وهم لا يحترزون منها فلم يحصل الإيمان الخالص بالله وباليوم الآخر ( ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ) صفتان أيضا لأمة أي أن هذا من شأنهم وصفتهم ، وظاهره يفيد انهم يأمرون وينهون على العموم ، وقيل المراد أمرهم باتباع النبي صلى الله عليه وآله وسلم ونهيكم عن مخالفته .

( ويسارعون في الخيرات ) أي يبادرون بها غير متثاقلين عن تأديتها لمعرفتهم بقدر ثوابها

، والسرعة مخصوصة بأن يقدم ما ينبغي تقديمه ، والعجلة مخصوصة بأن يقدم ما لا ينبغي تقديمه ، وإن العجلة ليست مذمومة على الإطلاق ، قال الله تعالى ( وعجلت إليك رب لترضى ) ( وأولئك ) أي الأمة الموصوفة بتلك الصفات ( من الصالحين ) أي من جملتهم ، وقيل من بمعنى ( مع ) وهم الصحابة والظاهر أن المراد كل صالح .