قوله تعالى : { وَمَا يَفْعَلُواْ } : قرأ الأخوان وحفص : " يفعلوا " و " يُكْفَروه " بالغيبة ، والباقون بالخطاب ، فالغيبةُ مراعاةٌ لقوله : { مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ } فَجَرى على لفظِ الغَيْبة ، أَخْبَرَنَا تعالى أنَّ " ما يفعلوا " مِنْ خير بَقِي لهم غيرَ مكفورٍ . والخطابُ على الرجوعِ إلى خطاب أمة محمد صلى الله عليه وسلم في قولِه : " كنتم " . ويجوزُ أَنْ يكون التفاتاً من الغَيْبة في قوله { أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ } إلى آخره إلى خطابهم ، وذلك أنه آنَسَهم بهذا الخطابِ ، ويؤيِّد ذلك أنه اقتَصَر على ذِكْر الخير دونَ الشرِّ ليزيدَ في التأنيسِ ، ويدلُّ على ذلك قراءةُ الأَخَوين ، فإنها كالنص في أنَّ المرادَ قولُه { أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ } .
و " كَفَر " يتعدَّى لواحد ، فكيف تعدَّى هنا لاثنين ، أولُهما قام مقامَ الفاعل ، والثاني : الهاءُ في " يُكْفروه " ؟ فقيل : إنه ضُمِّنَ معنى فعلٍ يتعدَّى لاثنين وهو " حَرَم " فكأنه قِيل : فَلَنْ تُحْرَمُوه ، و " حَرَم " يتعدَّى لاثنين .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.