فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَيَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَيَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَيُسَٰرِعُونَ فِي ٱلۡخَيۡرَٰتِۖ وَأُوْلَـٰٓئِكَ مِنَ ٱلصَّـٰلِحِينَ} (114)

وقوله : { يُؤْمِنُونَ بِاللهِ } صفة أخرى لأمة : أي : يؤمنون بالله وكتبه ورسله ، ورأس ذلك الإيمان بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم وقوله : { وَيَأْمُرُونَ بالمعروف وَيَنْهَوْنَ عَنِ المنكر } صفتان أيضاً لأمة : أي : أن هذا من شأنهم ، وصفتهم . وظاهره يفيد أنهم يأمرون بالمعروف ، وينهون عن المنكر على العموم ؛ وقيل : المراد بالأمر بالمعروف هنا : أمرهم باتباع النبي صلى الله عليه وسلم ، والنهي عن المنكر : نهيهم عن مخالفته . وقوله : { ويسارعون فِي الخيرات } من جملة الصفات أيضاً : أي يبادرون بها غير متثاقلين عن تأديتها لمعرفتهم بقدر ثوابها . وقوله { وَأُوْلَئِكَ مِنَ الصالحين } أي من جملتهم ، وقيل : «مِن » بمعنى مع : أي : مع الصالحين ، وهم الصحابة رضي الله عنهم ، والظاهر أن المراد : كل صالح ، والإشارة بقوله : { أولئك } إلى الأمة الموصوفة بتلك الصفات .

/خ117