غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَمَا يَفۡعَلُواْ مِنۡ خَيۡرٖ فَلَن يُكۡفَرُوهُۗ وَٱللَّهُ عَلِيمُۢ بِٱلۡمُتَّقِينَ} (115)

112

ثم شرط للأمة الموصوفة بل لجميع المكلفين إيصال الجزاء إليهم ألبتة تأكيداً للإخبار عنهم بقوله : { وأولئك من الصالحين } فقال : { وما يفعلوا من خير فلن يكفروه } أي لن يحرموا ثوابه ولن يمنعوه . فضمن الكفران معنى الحرمان ولهذا يعدى إلى مفعولين ، مع أن الأصل فيه التعدية إلى واحد نحو : شكر النعمة وكفرها . وسمى منع الجزاء كفراً كما سمى إيصال الثواب شكراً في قوله :{ فإن الله شاكر عليم }[ البقرة :158 ] ثم ختم الكلام بقوله : { والله عليم بالمتقين } مع أنه عالم بكل الأشياء بشارة لهم بجزيل الثواب ، ولدلالة على أنه لا يفوز عنده بالكرامة إلا أهل التقوى ، وتنبيهاً على أن الملتزم لوعدهم هو معبودهم الحق القادر الغني الحميد الخبير الذي لا غاية لكرمه ولا نهاية لعلمه ، فما ظنك بمثيب هذا شأنه ؟ !

/خ120