نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{وَمَا يَفۡعَلُواْ مِنۡ خَيۡرٖ فَلَن يُكۡفَرُوهُۗ وَٱللَّهُ عَلِيمُۢ بِٱلۡمُتَّقِينَ} (115)

ولما كان التقدير : فما{[18698]} فعلوا {[18699]}من خير{[18700]} فهو بعين{[18701]} الله سبحانه وتعالى ، يشكره لهم ، عطف عليه قوله : { وما تفعلوا{[18702]} } أي أنتم { من خير } من إنفاق أو غيره { فلن تكفروه{[18703]} } بل{[18704]} هو{[18705]} مشكور لكم بسبب فعلكم ، وبني للمجهول تأدباً معه سبحانه وتعالى ، وليكون على طريق المتكبرين . وعطف على ما تقديره : فإن الله عليم بكل{[18706]} ما يفعله{[18707]} الفاعلون ، قوله{[18708]} : { والله } أي المحيط بكل شيء { عليم بالمتقين * } من الفاعلين الذين كانت التقوى حاملة لهم على كل خير ، فهو يثيبهم{[18709]} أعظم الثواب ، ويغيرهم فهو يعاقبهم{[18710]} بما يريد من العقاب ، هذا على قراءة{[18711]} الخطاب ، وأما على{[18712]} قراءة الغيبة فأمرها واضح في نظمها بما قلته{[18713]} .


[18698]:في ظ: ما.
[18699]:سقطت من ظ.
[18700]:سقطت من ظ.
[18701]:وقع في ظ: يعن ـ كذا مصحفا.
[18702]:كذا بالخطاب في جميع النسخ.
[18703]:من ظ ومد، وفي الأصل: فلن يكفروه ؛ وقرأ أهل الكوفة إلا أبا بكر بالياء في الفعلين والباقون بالتاء فيهما غير أبي عمرو فإنه روى عنه أنه كان يخبر بهما، وعلى قراءة الغيبة (وهي الشائعة في بلادنا) يجوز أن يراد من الضمير ما أريد من نظائره فيما قبل ويكون الكلام حينئذ على وتيرة واحدة، ويحتمل أن يعود للأمة ويكون العدول إلى الغيبة مراعاة للأمة، كما روعيت أولا في التعبير بأخرجت دون أخرجتم، وهذه طريقة مشهورة للعرب في مثل ذلك ـ راجع روح المعاني 1/653.
[18704]:سقط من ظ.
[18705]:في ظ: فهو.
[18706]:سقط من ظ.
[18707]:من ظ ومد، وفي الأصل: يفعلون.
[18708]:زيد من ظ.
[18709]:من ظ ومد، وفي الأصل: يسيبهم.
[18710]:في ظ ومد: يعافيهم.
[18711]:سقط من ظ.
[18712]:سقط من مد.
[18713]:في ظ: بينته.