فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَمَا يَفۡعَلُواْ مِنۡ خَيۡرٖ فَلَن يُكۡفَرُوهُۗ وَٱللَّهُ عَلِيمُۢ بِٱلۡمُتَّقِينَ} (115)

قوله : { وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ } أيّ : خير كان { فَلَنْ تكفروه } أي : لن تعدموا ثوابه ، وعداه إلى المفعولين ، وهو لا يتعدّى إلا إلى واحد ؛ لأنه ضمنه معنى الحرمان ، كأنه قيل : فلن تحرموه ، كما قاله صاحب الكشاف . قرأ الأعمش ، وابن وثاب ، وحفص ، وحمزة ، والكسائي ، وخلف بالياء التحتية في الفعلين ، وهي قراءة ابن عباس ، واختارها أبو عبيد . وقرأ الباقون بالمثناة من فوق فيهما ، وكان أبو عمرو يرى القراءتين جميعاً . والمراد : بالمتقين كل من ثبتت له صفة التقوى ، وقيل : المراد من تقدّم ذكره ، وهم الأمة الموصوفة بتلك الصفة ، ووضع الظاهر موضع المضمر مدحاً لهم ، ورفعاً من شأنهم .

/خ117