قوله : { وَلَوْلاَ فَضْلُ اللَّهِ } في جواب " لولا " وجهان ، أظهرهما : أنه مذكورٌ وهو قولُه : " لَهَمَّتْ " والثاني : أنه محذوفٌ أي : لأضلُّوك ، ثم استأنف جملةً فقال : " لَهَمَّتْ " أي : لقد هَمَّتْ . قال أبو البقاء في هذا الوجه : " ومثلُ حذفِ الجوابِ هنا حَذْفُه في قوله : { وَلَوْلاَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ } [ النور : 10 ] وكأنَّ الذي قَدَّر الجوابَ محذوفاً استشكل كونَ قولِه " لهمَّتْ جواباً لأنَّ اللفظَ يقتضي انتفاءَ هَمِّهم بذلك ، والغرضُ أنَّ الواقع كونُهم هَمُّوا على ما يُروى في القصة فلذك قَدَّره محذوفاً ، والذي جعله مثبتاً أجابَ عن ذلك بأحدِ وجهين : إمَّا بتخصيص الهَمِّ أي : لَهَمَّتْ هَمَّاً يؤثِّر عندك ، وإمَّا بتخصيص الإِضلال أي : يضلونك عن دينِك وشريعتِك ، وكلا هذهين الهمَّيْنِ لم يقع . و " اَنْ يُضِلُّونك " على حذف الباء أي : بأن يُضِلُّوك ، ففي محلِّها الخلافُ المشهور ، و " مِنْ " في " من شيء " زائدةٌ ، و " شيء " يراد به المصدرُ أي : وما يَضُرُّونك ضرراً قليلاً ولا كثيراً .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.