الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{رَحۡمَةٗ مِّن رَّبِّكَۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ} (6)

قوله : { رَحْمَةً } : فيها خمسةُ أوجهٍ [ أحدها ] : المفعولُ له . والعاملُ فيه : إمَّا " أَنْزَلْناه " وإمَّا " أَمْراً " وإمَّا " يُفْرَقُ " وإمَّا " مُنْذِرين " . الثاني : مصدرٌ بفعلٍ مقدرٍ أي : رَحِمْنا رَحْمَةً . الثالث : مفعولٌ ب مُرْسِلين . الرابع : حالٌ من ضمير " مُرْسِلين " أي : ذوي رحمة . الخامس : أنها بدلٌ مِنْ " أَمْراً " فيجيءُ فيها ما تقدَّم ، وتكثرُ الأوجهُ فيها حينئذٍ .

و " مِنْ رَبِّك " يتعلَّقُ برَحْمة ، أو بمحذوفٍ على أنها صفةٌ . وفي " مِنْ ربِّك " التفاتٌ من التكلُّم إلى الغَيْبة ، ولو جَرَى على مِنْوالِ ما تقدَّمَ لقال : رحمةً منا .