فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{رَحۡمَةٗ مِّن رَّبِّكَۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ} (6)

وانتصاب { رَحْمَةً } على العلة أي أنزلناه للرحمة ، قاله الزجاج وقال المبرد : إنها منتصبة على أنها مفعول لمرسلين ، أي كنا مرسلين رحمة ، وقيل : هي مصدر في موضع الحال أي راحمين قاله الأخفش وقيل : إنها مصدر منصوب بفعل مقدر ، أي رحمنا رحمة ، وقيل : إنها حال من ضمير مرسلين أي ذوي رحمة ، وقرأ الحسن بالرفع أي هي رحمة ورأفة بالمرسل إليهم .

{ مِنْ رَبِّكَ } متعلق بالرحمة أو صفة لمحذوف ، وفيه التفات من التكلم إلى الغيبة ، ولو جرى على منوال ما تقدم لقال : من ربنا ، والمعنى رأفة مني بخلقي ونعمة عليهم بما بعثت إليهم من الرسل { إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ } لمن دعاه { الْعَلِيمُ } بكل شي .