قوله : { يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ } : منصوبٌ : إمَّا ب " اذْكُرْ " مضمرةً وهو أقربُها ، وإليه ذهب الرُّمَّاني والزمخشري ، وإمَّا ب " يَخْرُجون " بعده وإليه ذهب الزمخشريُّ أيضاً ، وإمَّا بقولِه " فما تُغْني " ، ويكون قولُه " فَتَوَلَّ عنهم " اعتراضاً ، وإمَّا منصوباً بقولِه { يَقُولُ الْكَافِرُونَ } [ القمر : 8 ] وفيه بُعْدٌ لبُعْدِه منه ، وإمَّا بقولِه " فَتَوَلَّ " وهو ضعيفٌ جداً ؛ لأنَّ المعنى ليس أَمْرَه/ بالتوليةِ عنهم في يومِ النفخ في الصُّورِ ، وإمَّا بحذفِ الخافض ، أي فَتَوَلَّ عنهم إلى يوم ؛ قاله الحسن . وضُعِّف من حيث اللفظُ ، ومن حيث المعنى . أمَّا اللفظُ : فلأنَّ إسقاطَ الخافضِ غيرُ مُنْقاسٍ . وأمَّا المعنى : فليس تَوَلِّيه عنهم مُغَيَّا بذلك الزمان ، وإمَّا ب انتظرْ مضمراً . فهذه سبعةُ أوجهٍ في ناصب " يومَ " . وحُذِفَتْ الواوُ مِنْ " يَدْعُ " خَطَّاً اتِّباعاً للِّفْظِ ، كما تقدَّم في { يُغْنِ } { وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ } [ الشورى : 24 ] وشبهِه ، والياءُ من " الداعِ " ، مبالغةً في التخفيف إجراءً لأل مُجْرى ما عاقبها وهو التنوينُ فكما تُحْذَفُ الياءُ مع التنوينِ كذلك مع ما عاقَبها .
قوله : { نُّكُرٍ } العامَّةُ على ضمِّ الكاف وهو صفةٌ على فُعُل ، وفُعُل في الصفات عزيزٌ ، منه : أمرٌ نُكُرٌ ، ورجلٌ شُلُل ، وناقةٌ أُجُد ، وروضةٌ أُنُفٌ ، ومِشْيَةٌ سُجُحٌ . وابن كثير بسكونِ الكافِ فيُحتمل أَنْ يكونَ أصلاً ، وأَنْ يكونَ مخفَّفاً مِنْ قراءةِ الجماعةِ . وقد تقدَّم لك هذا محرَّراً في اليُسْر والعُسْر في المائدة . وسُمِّي الشيءُ الشديدُ نُكُراً لأن النفوس تُنْكِره قال مالك بن عوف :اقْدُمْ مَحاجِ إنه يومٌ نُكُرْ *** مِثْلي على مِثْلِك يَحْمي ويَكُرّْ
وقرأ زيدُ بنُ علي والجحدري وأبو قلابة " نُكِرَ " فعلاً ماضياً مبنياً للمفعولِ ؛ لأنَّ " نَكِرَ " يتعدى قال : { نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ } [ هود : 70 ] .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.