الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{وَأَنَّهُۥ هُوَ أَغۡنَىٰ وَأَقۡنَىٰ} (48)

قوله : { أَقْنَى } : قال الزمخشريُّ : " أعطى القُنْيَة وهي المالُ الذي تَأَثَّلْتَه وعَزَمْتَ أن لا يَخْرُج مِنْ يَدِك " . قال الجوهري : " قَنِيَ الرجلُ يَقْنَى قِنَىً ، مثلَ : غنِيَ يَغْنَى غِنَى " . ثم يتعدَّى بتغييرِ الحركة فيقال : قَنَيْتُ مالاً أي : كَسَبْتُه ، وهو نظير : شَتِرَتْ عينُه بالكسر وشَتَرَها اللَّهُ بالفتح ، فإذا دَخَلَتْ عليه الهمزةُ أو التضعيفُ اكتسب مفعولاً ثانياً فيقال : أَقْناه الله مالاً ، وقَنَّاه إياه أي : أَكْسَبه إياه ، قال الشاعر :

كم مِنْ غنيٍّ أصاب الدهرُ ثَرْوَته *** ومِنْ فقيرٍ تَقَنَّى بعد إقْلالِ

أي : تقنَّى مالاً ، فحذف الثاني ، وحُذِفَ مفعولا أغْنى وأَقْنى ؛ لأنَّ المرادَ نسبةُ هذين الفعلين إليه وحدَه وكذلك في باقيها .

وألفُ " أَقْنى " عن ياءٍ لأنه مِنَ القُنِيْةِ قال :

ألا إنَّ بَعْد العُدْمِ للمَرْءِ قُنِيَةً *** . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

وقيل : أقْنى أَرْضَى . قال الراغب : " وتحقيقُه : أنه جَعَلَ له قُنْية من الرضا وقَنَيْتُ كذا واقْتَنَيْتُه قال :

4139 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . *** قَنِيْتُ حَيائي عِفَّةً وتَكَرُّما