الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{ٱقۡتَرَبَتِ ٱلسَّاعَةُ وَٱنشَقَّ ٱلۡقَمَرُ} (1)

قوله : { وَانشَقَّ الْقَمَرُ } : هذا ماضٍ على حقيقتِه وهو قولُ عامَّةِ المسلمين ، إلاَّ مَنْ لا يُلْتَفَتُ إلى قولِه ، وقد صَحَّ في الأخبار أنه انشقَّ على عهدَِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم مرَّتين . وقيل : انشَقَّ بمعنى : سينشَقُّ يومَ القيامةِ ، فأوقع الماضيَ موضع المستقبلِ لتحقُّقِه ، وهو خلافُ الإِجماع . وقيل : انشَقَّ بمعنى انْفَلَقَ عنه الظلامُ عند طلوعِه ، كما يُسَمَّى الصبحُ فَلَقاً . وأنشد للنابغة :

فلمَّا أَدْبَرُوا ولهُم دَوِيٌّ *** دعانا عند شَقِّ الصُّبْحِ داعي

وإنما ذَكَرْتُ لك تنبيهاً على ضَعْفِه وفسادِه .