الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{وَكَأَيِّن مِّن قَرۡيَةٍ عَتَتۡ عَنۡ أَمۡرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِۦ فَحَاسَبۡنَٰهَا حِسَابٗا شَدِيدٗا وَعَذَّبۡنَٰهَا عَذَابٗا نُّكۡرٗا} (8)

قوله : { عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا } : ضُمِّن معنى أَعْرَضَ ، كأنه قيل : أَعْرَضَتْ بسببِ عُتُوِّها . وقولِه " فحاسَبْناها " إلى آخره كلُّه في الآخرة ، وأتى به على لفظِ المُضِيِّ لتحقُّقِه . وقيل : العذاب في الدنيا فيكونُ على حقيقتِه و " أعدَّ الله " تكريرٌ للوعيدِ وتوكيداً . وجَوَّزَ الزمخشري أَنْ يكونَ " عَتَتْ " وما عُطِفَ عليه صفةً ل " قريةٍ " ويكونُ الخبرُ ل " كأيِّنْ " الجملةَ مِنْ قولِه " أعدَّ اللَّهُ " فعلى الأول يكونُ الخبرُ " عَتَتْ " وما عُطِفَ عليه .