الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَكَأَيِّن مِّن قَرۡيَةٍ عَتَتۡ عَنۡ أَمۡرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِۦ فَحَاسَبۡنَٰهَا حِسَابٗا شَدِيدٗا وَعَذَّبۡنَٰهَا عَذَابٗا نُّكۡرٗا} (8)

- ثم قال تعالى : ( وكأين من قرية عتت عن أمر ربها ورسله . . . )[ 8 ] .

أي : وكثير من أهل القرى {[68978]} عتوا عن أنر ربهم وخالفوه وعصوا رسله {[68979]} .

- ( فحاسبناها حسابا شديدا . . . )[ 8 ] .

أي : حاسبنا أهلها على النعم التي أسديت {[68980]} إليهم والشكر عليها حسابا شديدا ، أي حسابا ليس فيه عفو/ عن شيء {[68981]} .

- ( وعذبناها عذابا نكرا )[ 8 ] .

أي : منكرا ، وهو عذاب جهنم {[68982]} .

وقال الفراء : في الكلام تقديم وتأخير . والتقدير : فعذبناها عذابا نكرا في الدنيا ، وحاسبناها حسابا شديدا في الآخرة ) {[68983]} .

والعتو في اللغة : التجاوز في المخالفة والطغيان {[68984]} .


[68978]:- ث: القراء.(تحريف).
[68979]:- في المفردات للراغب: 333( عتا):" العتو: النبو عن الطاعة: يقال: عَتَا يَعْتُو عُتُواً وعِتِياَ". وفي النهاية لابن كثير 3/181:" العتو: التجبر والتكبر". وانظر: معنى العتو أيضا في ص: 115(الملك:21), وص 159(الحاقة: 6) من هذا التفسير.
[68980]:-م ث: أسريت.
[68981]:- انظر: جامع البيان 28//150, وقوله" حسابا ليس فيه عفو عن شيء". ذكره الطبري ثم أخرجه بنحوه عن ابن زيد.
[68982]:- انظر: الغريب لابن قتيبة, ص: 471 وجامع البيان 28/151.
[68983]:- انظر: معاني الفراء:3/164.
[68984]:- انظر: إعراب النحاس 4/455 وعبارته: العصيان" بدل: الطغيان" وهي أنسب من عبارة مكي إن كُسِرت, لأنها تعطف على" المخالفة" ولا يستقيم ذلك لأن الطغيان هو أيضا التجاوز في المخالفة وهذا المعنى يدل عليه رفع" الطغيان" لأنه يصير عطفا على التجاوز. فتتناسب عبارة مكي حينئذ, والله أعلم. وفي اللسان, ( عتا):" عتا يعتو عتوا وعتيا: استكبر وجاوز الحد". وقال الراغب في المفردات ص:333" العَتَُوُّ: النُبُو عن الطاعة".