قوله : { أُوحِيَ } : هذه قراءةُ العامةِ أعني كونَها مِنْ أَوْحَى رباعياً . وقرأ العَتكِيُّ عن أبي عمروٍ وابنُ أبي عبلة وأبو إياس " وُحِيَ " ثلاثياً ، وهما لغتان ، يقال : وحى إليه كذا ، وأَوْحاه إليه بمعنى واحدٍ . وأُنْشِد للعجاج :
وَحَى لها القرارَ فاسْتَقَرَّت ***
وقرأ زيدُ بن علي والكسائيُّ في روايةٍ وابنُ أبي عبلةَ أيضاً " أُحِي " بهمزةٍ مضومة ولا واوَ بعدها . وخُرِّجَتْ على أنَّ الهمزةَ بدلٌ من الواوِ المضمومةِ نحو : " أُعِدَ " في " وُعِدَ " فهذه فَرْعُ قراءةِ " وُحِيَ " ثلاثياً . قال الزمخشري : " وهو من القَلْبِ المطلقِ جوازُه في كلِّ واوٍ مضمومةٍ ، وقد أطلقَه المازنيُّ في المكسورةِ أيضاً كإشاح وإسادة و " إعَآءِ أَخِيهِ " [ يوسف : 76 ] ، قال الشيخ : " وليس كما ذَكَرَ ، بل في ذلك تفصيلٌ . وذلك أنَّ الواوَ المضمومةَ قد تكونُ أولاً وحَشْواً وآخِراً ، ولكلٍ منها أحكام . وفي بعضِ ذلك خلافٌ وتفصيلٌ مذكورٌ في النحو " . قلت : قد تقدَّم القولُ في ذلك مُشْبَعَاً في أولِ هذا الموضوعِ ولله الحمدُ . ثم قال الشيخ : بعد أن حكى عنه ما قَدَّمْتُه عن المازني " وهذا تكثيرٌ وتبجُّحٌ . وكان يَذْكُرُ ذلك في سورة يوسف عند قوله { وِعَآءِ أَخِيهِ } [ يوسف : 76 ] . وعن المازنيِّ في ذلك قولان ، أحدُهما : القياسُ كما ذكر ، والثاني : قَصْرُ ذلك على السَّماع " . قلت : لم يَبْرَحِ العلماءُ يَذْكرون النظيرَ مع نظيرِه ، ولَمَّا ذَكَرَ قَلْبَ الهمزةِ بأطِّرادٍ عند الجميعِ ذَكَرَ قَلْبَها بخلافٍ .
قوله : { أَنَّهُ اسْتَمَعَ } هذا هو القائمُ مَقَامَ الفاعل ؛ لأنَّه هو المفعولُ الصريحُ ، وعند الكوفيين والأخفش يجوزُ أَنْ يكونَ القائمُ مَقامَه الجارَّ والمجرورَ ، فيكونَ هذا باقياً على نصبِه . والتقدير : أُوْحي إليَّ استماعَ نَفَرٍ . و " مِنْ الجنِّ " صفةٌ ل " نَفَرٌ " ووَصْفُ القرآنِ بعَجَب : إمَّا على المبالغةِ ، وإمَّا على حَذْفِ مضافٍ ، أي : ذا عَجَبٍ ، وأمَّا بمعنى اسم الفاعلِ ، أي : مُعْجِب : و " يَهْدِي " صفةٌ أخرى .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.