قوله : { مِّمَّا خَطِيئَاتِهِمْ } : " ما " مزيدةٌ بين الجارِّ ومجرورِه توكيداً . ومَنْ لم يَرَ زيادتَها جَعَلها نكرةً ، وجَعَلَ " خطيئاتِهم " بدلاً ، وفيه تعسُّفٌ . وتقدَّم الخلافُ في قراءةِ " خَطِيْئاتِهم " في الأعراف . وقرأ أبو رجاء " خَطِيَّاتهم " جمعَ سلامةٍ ، إلاَّ أنَّه أَدْغَمَ الياءَ في الياءِ المنقلبةِ عن الهمزةِ . والجحدريُّ وتُرْوى عن أُبَيّ " خطيئتِهم " بالإِفراد والهمز . وقرأ عبد الله " مِنْ خطيئاتِهم ما أُغْرِقوا " فجعلَ " ما " المزيدةَ بين الفعلِ وما يتعلَّق به . و " مِنْ " للسببيَّةِ تتعلَّقُ ب " أُغْرِقوا " . قال ابن عطية : " لابتداء الغاية " ، وليس بواضح . وقرأ العامَّةُ " أُغرِقوا " مِنْ أَغْرق . وزيد بن علي " غُرِّقوا " بالتشديدِ ، وكلاهما للنَّقْلِ . تقول : أغرَقْتُ زيداً في الماء ، وغَرَّقْتُه فيه .
قوله : { فَأُدْخِلُواْ } يجوز أَنْ يكونَ من التعبيرِ عن المستقبلِ بالماضي ، لتحقُّقِ وقوعِه ، نحو : { أَتَى أَمْرُ اللَّهِ }
[ النحل : 1 ] وأَنْ يكونَ على بابِه ، والمرادُ عَرْضُهم على النار في قبورِهم ، كقولِه في آلِ فرعونَ : { النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً } [ غافر : 46 ] .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.